اشتراط الإمارات قيادة الولايات المتحدة للتدخل البري في سوريا يكشف حجم التصدع العسكري الإماراتي السعودي في جبهة اليمن
18 فبراير، 2016
749 11 دقائق
يمنات – صنعاء
أعتبر محللون التصريح الذي أدلى به وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، بشأن مشاركة الإمارات في قوات برية في سوريا، مؤشر على توسع الشرخ في العلاقات الاماراتية السعودية.
و حسب موقع “71” الإماراتي، يؤكد تصريح قرشاش، الذي حدد مشاركة بلاده في العملية البرية في سوريا بعدد من الشروط، بروز مفهمومي الهيمنة السعودية و العناد الاماراتي في عدم التبعية لـ”الرياض” في كل شيء.
و يرى محللون، أن تصريح قرقاش، الذي ورد في مؤتمر صحفي، إجراء يهدف إلى إيصال الامارات رسالتها، بخطورة التهور في فتح جديدة في سوريا، قبل الحسم في اليمن أو الخروج منها.
و جاء تصريح قرقاش، بعد يومين من إعلان السعودية استعدادها إرسال قوات برية لقتال تنظيم “داعش” داخل الأراضي السورية.
موقف أبوظبي الرسمي كان واضحاً، حيث جاء في تصريح “قرقاش”، و الذي اشتراط مشاركة بلاده في أي قوة برية أن لا تكون هذه القوة بقيادة السعودية، في إشارة إلى رفضها للسياسات والقرارات العسكرية التي تتخذها حالياً و سابقاً، ما يعني وجود خلاف في إدارة سير المعارك في اليمن، لا سيما في محافظة عدن، التي تتواجد فيها الإمارات بشكل كبير، قياسا بباقي دول التحالف السعودي.
قرقاش اشترط أيضا، أن تكون الولايات المتحدة، هي من تقود أي قوة برية في سوريا، غير أنه أوضح في الوقت ذاته أن المشاركة لا تعني الدفع بآلاف الجنود الإماراتيين.
و قال: لا أتحدث عن آلاف القوات .. أتحدث عن قوات تقدم الدعم للقوات التي تقاتل على الأرض إن رأى التحالف، على أن تلعب الولايات المتحدة دورا قياديا في ذلك.
و اعتبر محللون أن اعلان الامارات اشتراطاتها هذه في مؤتمر صحفي، مؤشر واضح على حجم الخلافات مع السعودية، و مقدمة لتصدع الموقف العسكري في اليمن بين دول التحالف الذي تعد السعودية و الإمارات أكثر الفاعلين و المنؤثرين فيه. مشيرين إلى أنه كان بإمكان أبوظبي أن تُعلن عن موقفها، المشكك بالقيادة السعودية و قدرتها في إدارة معركة برية في سوريا، عبر رسائل رسمية داخلية، تبعث بها إلى القصر الملكي في الرياض، حتى يتم التفاهم حولها.
لم يعد خافيا الخلاف بين الرياض و أبو ظبي، و التي تعد انعكاسا لخلافات محمد بن زايد و محمد بن سلمان، و هما من صناع القرار الرئيسيين في الإمارات و السعودية، إن لم يكونا صناع القرار.
صحيح أن كثير من الخلافات لم تظهر إلى العلن بين الدولتين، غير أن حالة من الاحتقان تسود العلاقات بين البلدين، و التي تعد انعكاسا لتضارب أجندات البلدين في اليمن، و على وجه الخصوص في الجنوب اليمني.
و رغم محاولات التجميل الإعلامية و التصريحات الإيجابية لمسئولي البلدين، غير أن تغريدات وتعليقات عدد من الكتاب والسياسيين الذين يمثلون رأي أبوظبي في العديد من القضايا السياسية و في مقدمتها وزير الخارجية، تشير إلى توتر كبير وخلافات عميقة و وجهة نظر مختلفة في العديد من القضايا ابرزها قضية اليمن و مصر.
كما يعد الهجوم الذي شنه سياسيون سعوديون في تويتر، على وزير الخارجية الإماراتي، عبد الله بن زايد، على ذمة انتقاداته للشعب السعودي، تعد هي الأخرى مؤشر على حجم الخلافات التي باتت تحكم علاقة البلدين.
الإمارات تشعر بأنها تركت وحيدة في اليمن، حيث قتل المئات من جنودها في عدن و مأرب و محافظات أخرى، ما سبب لها حرجا شعبيا في الداخل الإماراتي.
كما تشعر الإمارات بأنها أن السعودية ورطتها في الجنوب، و بالذات في عدن، و تقوم باستنزافها هناك، حيث لم تبدي السعودية أي اهتمام بتوسع القاعدة و داعش في لحج و أبين و سيطرتهما على عدد من الأحياء في عدن.
كما ترى الإمارات أن السعودية ورطتها اقتصاديا و عسكريا في المستنقع اليمني، و على وجه التحديد في المناطق الشمالية و الغربية و الشرقية.
و يرى محللون أن لـ”أبو ظبي” وجه نظر أخرى في سوريا، فهي لا تريد حسم المعركة في سوريا لصالح “الإخوان المسلمين” خصومها. و بالتالي اشترطت قيادة الولايات المتحدة لأي تحرك بري في سوريا، على اعتبار أن الولايات المتحدة، ترفض التحرك البري السعودي، و في حال مشاركتها، فإن الاجندات الإماراتية تقترب إلى حد ما من الأجندة الأمريكية.
و اعتبر محللون أن هذا التباعد بين أبو ظبي و الرياض، سينعكس على الحرب في اليمن، و قد يستفيد منه خصومهم الذين يقاتلونهم على الأرض منذ حوالي عام.